وكالة مهر للأنباء - محمد مظهري: أثبت تفشي فيروس كورونا هشاشة القوى العالمية التي تمتلك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل"وأظهر ان هذه الدول ليست مصانة أكثر من غيرها أمام الأمراض الوبائية كفيروس كوفيد-19.
في الحقيقة دقت الجائحة العالمية اجراس الخطر لجميع الدول منذرة بأن سكان الكرة الأرضية معرضون لمختلف التهديدات الكبرى مثل التدهور البيئي والاحترار العالمي والتهديدات الطبيعية كانتشار فيروس كورونا وان الوقت مذكرة ضرورة التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف والدولي لمكافحة التهديدات الحقيقية والمشتركة.
هذا واتخذت بعض الحكومات والانظمة اجراءات مناوئة ضد الآخرين ومناهضة لحقوق الإنسان مثل ما فعلتها امريكا بحق ايران من تشديد العقوبات وايضا قرصنة الكمامات التيكانت متجهة إلى ألمانيا، وتحويلها لاستخدامها الخاص،لتضع الكثير من العقبات أمام توفير المعدات الطبية للدول الأخرى.
من جهة اخرى ازدادت محنة السجناء في دول عربية مع تفشي فيروس كورونا حيث تعالت الأصوات المنادية بإطلاق سراح السجناء خوفا من تفشي العدوى. وتجاوبت بعض حكومات المنطقة مع الضغوط السياسية التي مارسها الناشطون للإفراج عن السجناء فيما تجاهلت حكومات أخرى هذه المطالب.
وفي هذا السياق اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع مفوّض حقوق الإنسان الدولية في الشرق الأوسط السفير الدكتور "هيثم ابو سعيد" . فيما يلي نص الحوار:
1. ما هي اسباب مماطلة السلطات البحرينية في الافراج عن السجناء في ظروف تفشي كورونا؟ هل هي تنسجم مع حقوق الانسان؟
لا شك من أنه مع بداية الوباء العالمي "كورونا" تعالت الأصوات أكثر في غالبية الدول التي طالبت إما بإطلاق سراح المعتقلين وخصوصا من لم يرتكب أعمال قتل أو اغتصاب أو ما شابه. من هنا باتت المطالب كلها تتجه نحو سجناء الرأي أو من قامت بعض السلطات بسجن أناس لمجرد انتمائهم الطائفي أو الفكري والسياسي ومن ضمن تلك الدول البحرين الذي طال القسم الأكبر منه بإطلاق سراح هذه الفئة الغير جرمية نظرا إلى القانون الحقوقي الدولي الذي لا يجرم هكذا اعمال.
عندما استفاض المرض في معظم الدول علت اكثر الأصوات في البحرين حيث هناك حوالي ٣.٥٩ سجين رأي بحسب المعلومات الموجودة يقبعون في سجون غير مؤهلة ولا تحافظ عليهم من إلتقاط الوباء، ويعود السبب إلى عدم رغبة السلطات البحرينية في تحسين وضعهم في السجون ولا إطلاق سراحهم تحت أي قيد أو شرط. لذلك ترى اللجنة الدولية لحقوق الإنسان أن هناك خوف على حياتهم من قبل الوباء والتي قد تكون السلطات غير مبالية في القائمه على قيد الحياة لتستريح منهم ولتعدل عن تطبيق المطالب المحقة البحرينيين.
2. لماذا الدول الغربية لا تتعاون مع ايران في رفع العقوبات الامريكية في هذه الظروف الحرجة التي تحتاج ايران فيها الى الادوية؟
اولا لا بد من الاعتراف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشكل خطراً كبيراً على الكيان الإسرائيلي ليس فقط على المستوى العسكري وانما على المستوى التكنولوجيا حتى السلمية منها حيث يسعى الكيان إلى الإبقاء على تفوقه في كافة المجالات في الشرق الأوسط ليبقى مسيطراً.
وفي ظل الاتفاق بين إيران والدول الخمسة والتي خرجت أميركا منها بغية تذويب الاتفاق الذي أعطى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكثير من الامتيازات والتي تعتبرها إسرائيل مكمن الخطر الكبير عليها، قامت أميركا بابتزاز الدول الغربية والضغط عليها اقتصاديا وقد تكون مشاركة في انتشار الوباء ايضا عليها، من أجل ثانيها عن تقديم أي مساعدة تحتاجها إيران لتطوير علاج فعال تنفرد فيه عالمياً كما فعلت في السابق في مجالات اخرى، تضعها ضمن الدول التي تفرض نفسها بنفسها على الساحة الصحية الدولية، وهذا كان سباق التصدير الذي انتهجتها أميركا مع باقي الدول.
3. امريكا وبعض الدول الغربية تطالب بملاحقة الصين باتهام دورها في تفشي كورونا؟ هل يمكن تطبيق هذه الخطة على ارض الواقع؟ و هل هناك اليات لتعيين المسؤول الرئيسي في انتشار كورونا حقوقيا وقانونيا؟
نعم لقد تصدر بريطانيا على لسان رئيس حكومتها هذا المطلب حيث طالب هذا الأخير قبل دخوله الحجر الصحي للعلاج من وباء كورونا أن تفرض الأمم مبلغ تفوق الثلث مئة مليار دولار كجزء من مسؤوليتها على إنشاء وباء كورونا وهذا حتى الآن غير مثبت أن الصين هي من نشرته عالمياً لا بل على العكس المعلومات الشبه مؤكدة تشير إلى ضلوع أميركا في هذا الأمر.
قد يكون هناك بحث في سبل تعيين مسؤول من قبل منظمة الصحة العالمية وهي المرجع الوحيد الصحي المعتمد في الأمم المتحدة من أجل وضع آلية لتحديد المسؤولية.
4. ما هو رايك بشان القرار الامريكي في بقطع تمويلها على منظمة الصحة العالمية؟
أن هذا السؤال المعطوف على الذي سبقه يفتح المجال هنا من أجل الإشارة إلى المعركة التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية ضد منظمة الصحة العالمية ومن هنا ندرك إصرار اميركا على تغيير الطقم الخالي في المنظمة وعندما اصطدمت بعدم رضى الأمين العام، قامت بالتهديد المالي ضد المنظمة والتي تبلغ ٤٠٠ مليون دولار.
والغريب أن الرئيس الأميركي ما زال مصرّا على ذلك والتقى مع نظيره الفرنسي للبحث في إطار تغييرات في هيئة الصحة العالمي ليأتيا بإدارة تخضع لارادتهما ونطلق بيان اتهامي ضد الصين بأنها المسؤولة عن انتشار. وباء كورونا حتى تبتزها بالمليارات المذكورة ضمنا، وتكبح في نفس الوقت تطورها الصناعي والاقتصادي الذي يشكل الخطر الاول على أميركا.
5. لماذا الدول الغربية تقوم بادانة عملية ايران في اطلاق قمر اصطناعي الى الفضاء ؟
لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية في بداية اعلان الخبر أن إيران أطلقت قمرا صناعيا عسكريا أن تقلل من هذا الأمر لتعود من بعدها لتتخوف وليعلم الرئيس الأميركي والبنتاغون أنهم يراقبون هذا التطور بشكل جدي وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية ومعها دول أوروبية حليفة لها أن قيام إيران بإطلاق بشكل ناجح القمر الاصطناعي الاخير يجعل منها قوة صاروخية بالستية قادرة على تغيير معادلات عسكرية في المنطقة، وهذا ما لا يحبه اغرب كثيرا خدمة للكيان الإسرائيلي.
برغم من وجود ثلاث اقمار اصطناعية غير حربية لإيران قلقت أميركا زمن ورائها إسرائيل وبعض الدول الغربية من أن تكون إيران تحضر لأشياء أخرى تفاجىء العالم لاحقا به كما فعلت مع القمر الاصطناعي، خصوصا وأن تحديات البحرية الإيرانية لأسطول أميركي لم تفهمه أميركا بعد وما زالت الدوائر الصغرى الأميركية تجتهد بهذا الاتجاه.
تعليقك